المسلمين بين الاضطهاد والتمكين

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الناظر اليوم في أحوال المسلمين في أي مكان ، لا يكاد يرى إلا مكان إلا وفيه حرب على الإسلام سواء كانت هذه الحرب سرية أو علنية ، حتى في البلاد العربية كنا نرى تهميش وإضعاف لكل ما هو إسلامي وتقديم من يسمون بالعلمانيين واليبراليين إلخ هذه المسميات التي لا تحوي بداخلها شيء مهم - بالنسبة لهم - سوى معاداة الإسلام ومازال يحارب الإسلام في بلاد الإسلام حتى رأينا ثورة هنا وهناك وبعدها بدأت الضغوط مرة أخرى لمواجهة الإسلام في المطالبات بما يسمى دول مدنية ، دول علمانية ، دول ديمقراطية تراعي حقوق الأقليات الغير مسلمة ....... وهكذا لا هم للغرب الكافر الذي بني على أنقاضنا سوى استمرار هدم وتمييع هذه الأمة ولكن .........
أظن أن ذلك قد فات عهده وولى إلى غير رجعة بإذن الله ، فالنوذج الإسلامي في تركيا ونجاحه الذي يشهد له العالم ، وتقدم الإسلاميين ونجاحهم في تونس بل واكتساحهم ، وما حدث في ليبيا من إعلان صريح لحذف كل قانون يتعارض مع الإسلام ، وما نراه الآن في مصر من ظهور واضح لكافة التيارات الإسلامية والذي سيتوج رسميا في الانتخابات القادمة بإذن الله رغم الضغوط ، كل هذه الأشياء تبشر بإذن الله ببداية تمكين المسلمين بعد اضطهادهم في مشارق الأرض ومغاربها ولو رجعنا إلى بداية الإسلام لرأينا كيف تعرض المسلمون في مكة لكافة أشكال الاضطهاد والتعذيب حتى خرجوا منها مهاجرين أكثر من مرة ثم كيف قامت دولة الإسلام القوية في المدينة المنورة ، إن ما كان يحدث في مكة إنما كان لتصفية المجتمع من شوائبه كما تصفي النار المعدن النفيس من شوائبه ، فخلص من هذه المحن رجال يزن أحدهم أمة وتزن ساق أحدهم جبل أحد وتزيد وهكذا .....
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكون خروجنا مما نحن فيه إلى دولة الإسلام القوية الراشدة على منهاج النبوة كما بشرنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم . وأعتذر على الإطالة